الحمد لله القائل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الذي حذر أمته من البدع وشرع لهم من سنن الهدي ما فيه غنى ومقنع ثم قال(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) .
وقال أيضا في الصحيح عنه( من احدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )وفي رواية (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
وقال (تركتكم على محجة بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك). صلى الله و سلم وبارك على هذا النبي الأمي وعلى اله وصحبه الذين اعتصموا بسنته فاتبعوا ولم يبتدعوا وعلى من اقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين. أما بعد.
فانه لا شيء افسد للدين واشد تقويضا لبنيانه من البدع فهي تفتك به فتك الذئب بالغنم وتنخر فيه نخر السوس في الحب وتسري في كيانه سريان السرطان في الدم أو النار في الهشيم.
لهذا جاءت النصوص الكثيرة تبالغ في التحذير منها وتكشف عن سوء عواقبها من التفرق والاختلاف في الدنيا والعذاب والخزي وسواد الوجوه في الآخرة قال تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون),
قال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة.
وقال تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) قال كثير من السلف نزلت في أهل الأهواء والبدع.
وقال جل شانه (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
ويقول النبي صلوات الله وسلامه عليه في الحديث المشهور الذي رواه كثير من أصحاب السنن (افترقت اليهود والنصارى على إحدى وسبعين أو اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة قالوا ما هي يا رسول الله? قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
ويقول (بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقيل ومن هم الغرباء !!فقال الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي).
ولقد احدث المسلمون في دينهم من البدع والدخيل ما انحرف بكثير منهم عن سواء السبيل وعمى عليهم دينهم الحق الأصيل فما يفتح لهم الشيطان بابا من الضلال إلا ولجوه ولا يزين لهم شيئا من البدع إلا اتبعوه وما زال الخطر يستفحل والشر يتفاقم حتى طم السيل و أليل الليل وساعد على ذلك سكوت كثير من العلماء وتهاونهم وجبنهم عن مواجهة العامة خوفا من غضبهم وحرصا على اجتلاب رضاهم ولو بسخط الله ولكن الله عز وجل لم يكن ليترك دينه لعبث هؤلاء المجرمين دون أن يقبض له من أرباب الألسنة والأقلام من يهب للدفاع عنه ومحاربة كل دخيل عليه. وان كان هؤلاء من قلة العدد بحيث لم يكن يوجد منهم في الدهر الطويل إلا الواحد بعد الواحد.
أيها المسلمون كلكم تدعون محبة الله ورسوله فان كانت دعواكم صحيحة فاتبعوا كتاب الله وسنة رسوله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم). (علموا أن من يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا). (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين). (ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدآ). (وأما من يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم أهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
زائر زائر
موضوع: رد: المسلم مابين السنن والبدعة الأربعاء أكتوبر 29, 2008 7:58 am